الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

أنماط ثقافية للعنف..


على غير الرأي المعتاد لدي اقتناع ان ثورة فبراير بقدر ماكسرت حاجز الخوف من نفوس الجيل الناشئ وجعلته لايكترث لظالمه مستقبلاً بقدر ماافرزت "أنماط ثقافية للعنف" وولدت في عقولهم الكثير من التصورات والمشاعر السلبية التي قد تهلك مجتمعاَ بكامله مستقبلاً.. وتمثلت هذه التصورات في تلك الصور والرموزالعنيفة التي تعرض لها أطفالنا خلال الحرب..والتي هي حسب "علم النفس الاجتماعي"مجال تخصصي الدر...اسي تشكل أنظمة فكرية وعاطفية متشابكة مع الجهاز الكيميائي والعصبي لديهم وترافقهم مدى حياتهم وتكون سبباً غير مباشراً في التحكم في تصرفاتهم وأفعالهم اللاشعورياً.
كان أطفالنا شركاء للناضجين في متابعة الأحداث لحظة بلحظة على شاشة التلفاز وامتصوا رسائل العنف في اللاوعي داخلهم..بل البعض كان شريكاً ميدانياً لدى تعرض مدينته لقصف هذا الطرف اوذاك..ومقتل أهلهأوإعاقتهم وإعاقته هو شخصياً... بل الانكى من ذلك رؤيتنا على الشاشات للأطفال يرقصون على جثة القذافي ويحضرون كل مراسم العنف لايف. ممادعا بعض الكتاب مرة إلى ان يقول"لوتركت جثة القذافي للأطفال للعبوا الحبل بمصارينه" وهذا حقيقي...مايهمني في هذا الطرح ليس انتقاد أحد..بقدر مطالبة القائمين على الدولة الجديدةبتخصيص جزء من ميزانيتها للعلاج النفسي والاجتماعي لانقاذ ماتبقى من طفولتهم البائدة..واستعادة الثقة بالحياة الصحية المرتقبة..وسن قوانين تحمي الطفل من الانتهاكات كافة..حتى استسهال الزج به للمشاركة في العنف بلاوعي منه.
اذا أقترح على حكومتنا الموقرة أن تفكر أولاً أن تعالج نفسية الأطفال قبل ان تفكر في تكاثرهم عبر التعدد لأن هذا هو ديدن العالم المتحضر..والعكس غير صحيح.
(توضيح:أنا هنا أناقش أولوية معالجة الأطفال من العنف الحاصل..ولااناقش تعدد الزوجات...فلاتفهموني خطأ كالعادة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق