الاثنين، 3 يناير 2011

سارقة النوم

طالعني هذا الصَّباح ،محض صدفة بينما كنت أرتب
 كتب المكتبة الَّتي عبث بها الأولاد ،كتاب للرائع
"رابندرانات طاغور"،الذي أنا متيمة به جداً،
والتمست عيناي نثريّة عذبة كالماء الجاري تحت
       عنوان:"سارقة النوم"
                                                                                                                    
 بدا لي وأنا أقراءها أن الشاعر الفرنسي:"رومان رولان"
 لم يكن مبالغاً عندما قال عنه: "حين تقتــرب من(طاغور)
 يناسم نفسك شعور أنك في معبــد،فتتكلم بصــوت خفيض،
وأن أتيــح لك،بعد ذلك أن تتملى قسمـات وجهـه الدقيــقة
 الأبيَّة،فإنك واجدٌ خلف موسيــقى خطوطها وطمأنينتها،
الأحزان الَّتي هيمن عليـها،والنَّظرات الَّتي لم يداخلهـــا
 الوهم،والذّكــاء الجرئ الَّذي يواجه صــــراع الحيــاة
                   في ثبــات."
                   سارقة النَّوم
منْ الَّذي اختلسَ النَّوم من عيني الطفل الصغير؟يجب أن أعلم.
لقد اتخذت أمّه أدراجها إلى القريّة لتستقي من الماء،مسندة
جرتها إلى خصرها.
وكان الوقت ظهراً،وكان الأطفال قد استوفوا لعبهم،
  وكان البط في الغيضة صامتاً
وكان الراعي الفتي قد أخلد إلى النوم متفيئاً شجرة (البانيان)
وانتصب الكركي هادئاً زميتاً في البركة،قريباً من أجمة شجر العنباء.
في تلك الأثناء قدمت سارقة النوم،وسلّت الغفوة من عيني الطفل الصغير
 ثمَّ طارت.
ولمّا آبت الأم إلى البيت ألفت الطفل يحبو على أربع في أركان الغرفة.
ترى من الَّذي اختلس النوم من عيني طفلي؟ ينبغي أن أعلم. يجب أن أعثر
على السّارقة وأُكبّلها.
عليَّ أن انظر في ذلك الغار المظلم،حيث ينساب جدول صغير بين الحصى
 والصخور الداكنة.
عليَّ أن أبحث بين الظلال المهوّمة في حرج شجر(الباكولا) حيث يهدل الحمام
 في مجاثمه،
وحيث تهزج خلالخيل الجن،في الليالي المتلاحمة النجوم.
وفي المساء سوف ألوب عليها خلال الصمت الهامس المخيّم في غابة المامبو
حيث تريق اليراعات نورها،وسوف أسأل المخلوقات الّتي ألتقي بها:
         هلا ذكرت لي أين تقيم سارقة النّوم؟
من الَّذي اختلس النّوم من عيني صغيري؟يجب أن أعلم.
تُرى يجب أن أُلقنها درساً مفيداً إن تيسرلي أن أمسك بها؟
سوف أنقض على عشها لأرى أين تكدس مااختلست من الكرى.
سوف أُوثق جناحيها بقسوة وأضعها على ضفة النهر،ثمّ أدعها تلعب
 بقصبة صيد على فسائل النيلوفر.
وفي المساء،حين ينتهي البيع،ويفزع الأطفال إلى أحضان أمهاتهم
  فإنّ طيور المساء سوف تصمّ آذانهن
وهي تُردّد ساخرة:
تُرى من الَّذي تختلسين كُراه الآن؟!

هناك 3 تعليقات:

  1. احمد الله انك لم تغادرى هذا البراح بل وجدت ما اسرنى فى هذا اليوم كالغيث المبارك


    تمنياتى كتمنياتك وتمنيات الاخرين والاخريات بان تكون 2011 سنة سلام وامان يعم على الجميع
    بقية يوم دافئ بالغيوم ورائع بزخات المطر الناعم وحبات التبروري المكورة تزين فناءات ارواحنا

    ردحذف
  2. أين أنت يانسيم..لما مدونتك مفتوحة للزوارفقط..
    مرورك البهي يسعدني ويثلج صدري..لك مني ألف
    سلام،وكل عام وأنت بخير..وكل أحبابك.

    ردحذف
  3. ليلى(لو دامت لغيرك لمى وصلت لك) تحياتي

    ردحذف