الثلاثاء، 1 مايو 2012

السلفيون أيضاً سيدخلون النارالسلفيون أيضاً سيدخلون النَّار

بريدك محتقن بالرسائل


بريدك محتقن بالرسائل
من أول النبض حتى أقاصي الوريد
تجلد أمام الحقيقة
وافصد عروق البريد
ونقب دماء المكاتيب
...
من همسة الوعد فوق شفاه الحروف
إلى صرخات الوعيــــــد
تُرى هل وراء اللّحون القديمة
ثمة لحن جديد؟
بريدك لاوردة فيه تطلق روحك من قيد أسرارها
لاحمامة تنثر في مقلتيك الحنين الرماديّ
قادمة من بروج الصبابة في ذكريات هواك البعيد
تُرى هل بوسع اليراعة
سوقُ الرغائب نحوك مثل القرابين عيداً فعيد؟!
ترى هل بوسع اليراعة
أن تذرع الشمس-شمس الحياة- شهيداً شهيد؟!
تجلد بالحقيقة
إنّ بريدك محتقن بالجليد
ستبقى هناك على ضفة الشوق
مبتئساً كالربيع الوحيـــــد
تُصاهر منفاك،ثم تلملم تحت خيام الخيال
سلالة حلــــم شريـــــد

السبت، 28 أبريل 2012

ديـــنــــــــــــــا

دينا الَّتي لاعبتها وهي طفلة،
مازال ماثلاً لديّ صوتها الملعثم،
وحرفها المنمنم،
ونقشها المعقود،
تميمة للزمن الموعــود،
... ترد للقلب سراجه المفقود،
* * *
من غربتي أعـــود
للوطن المنشــود
سلبتني الحرب عزائي
سلبتني أبنائي
فهل تعاودين يادينــا الغنـــاء
في شجن الأشــلاء
وعبث البحث عن الجمال والولاء؟
أم ترفعين صوتك السجين بالبكاء
لعل نور الحزن والدعاء
يصعد من وشائج الموتى إلى الأحيـــــاء؟
شعر:بدر توفيق

ديـــنــــــــــــــا
دينا الَّتي لاعبتها وهي طفلة،
مازال ماثلاً لديّ صوتها الملعثم،
وحرفها المنمنم،
ونقشها المعقود،
تميمة للزمن الموعــود،

الأصـــــــــدقـــاء


تغيَّر الهـــواء
والأصدقاء بدلوا جلودهم
والنهر لم يعد مستودعاً للماء
منْ ذا الذي ينتظر القصيدة؟
... الوقتُ لم يعد ملائماً للغوصِ
والكلام لم يعد هُدىً
منْ ذا الذي لم تبدل الشاشات قلبه
ولم تهبه كل ليلة هويَّةً جديدة
هل يشبه الخميس يوم السبتِ؟
في الخميس لم تمطر
في السبت لم نر النجوم
في الاثنين داهم الغبار شجري
والتصقت بالحائط الطيور
لم تزُر أعمدة الكباري
ولم تر الغواص قابعاً كالسرِّ
تحت موجة
ينتظر المحارة الحُبلى
هل يعرف الغواص أن الغوص لم يعُدْ
يصُمّ أحداً
وأن عصرهُ ولَّى
وأنّه أضاع في الظلام عمرهُ سُدى؟

الأربعاء، 28 مارس 2012

سلاح لمجابهة العالم الخائن

هذا العالم صعب وخائن ولا يطاق.يجب أن يمتلك الانسان
سلاح السخرية وسلاح القوة لكي يستطيع أن يحاربه
حتى الموت.
واسيني الأعرج

هتفت قطرة النَّــدى:
-أيُّتها الشمس،أيّ شئ -عدا السماء- يستطيع
ان يسع صورتــــك؟
إنني أحلم بكِ ولكنني لاأطمع بأن تتاح لي خدمتك.
وأضافت تبكي:
-إنني أصغر من أن أحتويك..أيُّتها الملكة العظيمة..
...
فحياتي كلّها دمــــوع.
وأجابت الشمس:
-إنني أضيء السماء غير المحدودة،ولكنني أستطيع
ان أقدِّم نفسي إلى أصغر قطرة من الندى...وهكذا،
فإنني أَضْحَى قبساً من النّور يملؤك..وتضحى حياتك
الصغيرة كأساً ضاحكة.
الشاعر:رابندرانات طـــــاغــــــــــــــور

تمويه الانهيـــار

المــــوت... !

"وإذ رأى إلى أزهــار الفِنــاء وأشجاره وزهرياتـــه،
وكأنما غشيها ضباب رقيق،ردد من جديد تلك
الكلمة المغلقة الشائعة على كل فم،والمخيفة
برغم ذلك إلى أبعد الحدود: "الموت! "
وقال في نفسه:"عجيب أن يكون ثمة مثل هذه
...
الكلمة،ومثل هذا الشئ ثم ننساهما كليّة.وأن
يكون المرء حيــَّاً،دافئــاً،وجميــلاً،تعمر قلبه الآمال
والرغبات والحاجات يوماً،ثم لاتشرق عليه شمس
اليوم التالي حتى يكون قد فارق هذه الأرض
إلى الأبــد."
قالت الأنسة أوفيليا:
-"إنمـــا نحـــن نخوض غمـــار المــوت ونحن في
غمرة الحيـــــاة..."
* هريييت ستاو في "كوخ العم توم"

ديمقراطية الصغار

...
-"عجيب حقاً! إنكِ لاتجدين إيما بأس في أن يلاطف
الطفل كلباً كبيراً حتى ولو كان أسود اللون حالكاً،
ولكن... أعصابك لاتتحمّل رؤية هذا الطفل عينه
...
-"عجيب حقاً! إنكِ لاتجدين إيما بأس في أن يلاطف
الطفل كلباً كبيراً حتى ولو كان أسود اللون حالكاً،
ولكن... أعصابك لاتتحمّل رؤية هذا الطفل عينه
يلاطف مخلوقاً آدميّاً مثل هذا قادراً على أن يعقل
ويشعر! كيف يستطيع البائس المسكين أن يحيا
... إذا ماحرم عطف الأطفال؟ أنّ الاطفال الصغار هم
الكائنات الديموقراطية الوحيــدة في هذه البلاد
إنهم زهرات من جنة عدن أنزلها الله خصيصاً لهؤلاء
المكلومين ليتعزوا بها عمّــا يصيبهم من ظلم
اجتماعي لاقبــل لهم باحتماله.
هرييت ستاو في:"كوخ العم توم"

يلاطف مخلوقاً آدميّاً مثل هذا قادراً على أن يعقل
ويشعر! كيف يستطيع البائس المسكين أن يحيا
... إذا ماحرم عطف الأطفال؟ أنّ الاطفال الصغار هم
الكائنات الديموقراطية الوحيــدة في هذه البلاد
إنهم زهرات من جنة عدن أنزلها الله خصيصاً لهؤلاء
المكلومين ليتعزوا بها عمّــا يصيبهم من ظلم
اجتماعي لاقبــل لهم باحتماله.
هرييت ستاو في:"كوخ العم توم"

هل فكرت يوماً في اسمك الحقيقي

أنت تعـرفُ الاســـم الَّذي أطلقــوه عليــــك،
ولكنك لاتعرفُ الاســـــم الَّذي هــــو لـــك.
جوزيــــــه سارماغو في "كــل الأســمــاء"

الأربعاء، 7 مارس 2012

أطلق يديا

مروان"
تناديه أكثر من مرّة،تسمعني؟ يهز رأسه.غداً،عندما نتزوج،سنعمل
 معاً في الجامعة.وفي مكتب واحد،سنسافر ونبني بيتاً جميلاً له
 حديقة غناء،ومسبح واسع يحولني إلى أمازونية سمراء،
ألاتحب الأمازونيات؟.
يرد هامساً.كأنه يسبح في خيال بعيد:نعم
"لكن .احذر لن تراني إذا غبت عني،
وتركتني وحدي.سأصير سمكة.ستبحث عني،
تناديني،تبكي.لا..لن تجدني.وقد أتحول إلى بلطية بنية"
قاطعني"وأنا أصير الصياد.أين ستهربين مني؟
لكن اسمعي:سباحة ممنوع.أخاف أن تراك الغيوم.
ترسل حبالها وتسرقك كي ترشو إله المطر.
أنت تعلمين:" المال والنساء أغلى الرشا.وهما قادران
على حل أي مشكلة..ممنوع أن يراك حراس المطر..
ممنوع أن..وأن.."
ظل يعدد الممنوعات حتى تضرج وجهه وجحظت عيناه
 وتهدج صوته.شعرت بالخوف،كأنه ليس مروان الذي أحبّه.
كأنه يحز عنقي بسكين.أكاد أختنق"أبعد السكين عني..أرجوك"
ترتعش،ترسل يديها في الهواء.تغمغم.
-مابك؟!
-"أريد العودة إلى المنزل"
-"بردانة ياروحي"؟!
في الشارع العريض المزروع بشجر الجكرندا،ثمة اثنان يمشيان.
المطر ينقر على الرصيف.الهواء البارد يلم أوراق الشجر..
دعسات رتيبة تمضي بلاأصابع متشابكة..بلاعصافيرتطير عند 
الوداع وترتمي ذابلة.
* * * * *
في البيت..هو يتكلم،وهي تنظر إلى النافذة.تراقب المدى المفتوح،
تود لوتطير.تتخيل أنها تطير لكن رصاصة طائشة تصيبها..
يتناثر دمها وريشها..تنفط دمعتها"آخ"
- "مابك"؟
"هل يتحول المرء إلى طائر؟"
"أي خرافة هذه"؟
"لماذا هي خرافة؟الله قادر على كل شئ...ألاتؤمن بالله.يحول
 الرجل إلى امراءة أوالعكس.
أنت تعرف ذلك..يحول الانسان المثقف العصري المنفتح 
إلى ماضوي مغلق،والباب المفتوح إلى باب مقفل والمدى
 الواسع إلى سقف يتدلى منه جنزير مخيف..و..فلماذا
 لايحولني إلى قُبرة مثلاً؟"
"كأنك تحتجين"
"أعوذ بالله..أنا أحلم فقط"
مقتطف من قصة "نقر على الذاكرة" لأنيسة عبود

اعلان فيدرلية برقة

في هذا اليوم التاريخي من أيام المجد والفخار
الوطني خطّر عليّ مقولة سمعتها في 2003
بالتحديد يوم سقوط بغداد قالها احدهم:
-من لايصـــدق نظرية المؤامرة فهو متأمر
مامدى صحة هذا الهراء في نظركم- في
نظري كنت متشائمة منذ الشهر الاول
لفبراير والحمد لله..ولم أنتظر قدوم هذا اليوم
لتخضني الصدمات
...

سياسة الآخذ والعطاء

إن صانع القرار الأمريكي هو رجل أعمال يفهم السياسة
على أنّها أخــذ وعــطـــــاء.
قالها أحدهم منذ سنوات واليوم تذكرتها وأنا أرى قبل قليل
أوباما وماكين يصرحان بأن الولايات المتحدة لاتستطيع تجاوز
الجهود الدبلوماسية في المسألة السورية.
يؤلمني الكيل بمكيالين..ويجعلني أشكك في الأغراض الحقيقية
لتدخل العالم في خربتــنـــا.

وكانت هناك عاصمة قديمة


.......
لقد حل فعلاً "خريــف شجر الخيزران"
قال والــدها."بدأت الجدران الطينيــة
بالتفتت والميلان.أنّها تنهار تقريبـــاً
...مثلي تماماً ".
لقد تعودت تشيكو على سماع والدها
وهو يتحدث بطريقة كهذه،لم تحاول حتى
تعزيته.إنّها فقط أعادت كلماته :
"خريف شجر الخيزران".
قامت تشيكو على خدمة والدها بطاعة
-"لماذا لاتأكلين شيئاً معي؟" سأل
-"شكــــراً" أجابت تشيكو.
تمعّن تاكيتشيرو بأبنته من الكتف حتى الخصر
-"إنه كئيب جداً.إنك تلبسين تصاميمي دائماً.
ربما أنت الشخص الوحيد الذي يفعل ذلك.
أنت دائماً تلبسين في نهاية الأمر،مالم
نتمكن من بيعه وتمريقه".
-"لايهم ياأبي..ألبسها لأني أحبها"
-"همْمْ.أنها عادية جداً".
-"إنها عادية ولكن..."
-"مامن عيب في فتاةتلبس ملابس عادية
لأب مثلي..آه" قالها بقسوة غير متوقعة.
- "الناس الذين يدققون فيها عن كثب يطرونني"
-"ليس من الضروري أن تلبسي تصاميمي فقط"
قال تاكيتشيرو. وأردف:
"كما يجب الأتشعري بأي ألتـــزام كهذا"
"إلتــزام؟"أُخذت تشيكو على حين غرة.
-"لاأتدريها بدافع من التزام..بل حباً"
-"إذا بدت بإرتداء ثياب كيمونات مزخرفة ،
فهل لي ان أفترض أنك وجدتِ لنفسك رجــلاً".
ضحك والدها عالياً ،ولكنه لم يبتسمْ.
مقتطف من رواية "العاصمة القديمة" للياباني ياسوناري كاواباتا

الثلاثاء، 6 مارس 2012

لاتخش راعي الخنازير

...
كان "إريك" يبطئ من سيره كلما اقترب من البوابة..
راح يحادث نفسه بصوت مسموع:"لو كان لديك تساؤل
،وأردت أن تعرف إجابته وشعرت أنك لاتستطيع أن تسأله
فإن السلوك الوحيـــد الذي يجب ان تسلكه بلاتردد هو أن
تسأل،وعليك أن تنطلق بخطى مستقيمة نحو هدفك،
مثلما ذهبت إلى راعي الخنازير"
لمع ضوء من خلال الباب الخارجي..فتحه ودخل..كانت أمه
واقفة بجوار المنضدة،تكاد يداها تفرغان من عجينة الكعك..
أمرته أن يكحت الحوض والملعقة،ولكن هناك ماهو أكثر
أهمية من كحت الحوض والملعقة يجب أن يحدث أولاً..
وخطا نحو أمه متسائلاً"أمّي لماذا لايكون أبي معنا هنا
مثل دونالد؟
-"نعم!،نعم ياعزيزي؟!"
هكذا قالت الأم وسكتت سكتة واحدة.
وسرعان ماجاء صوت "دونالد":
-ألم تسمعي ماذا قال إريك ياعزيزتي؟
-"بلى سمعت"إاريك"يسأل.."
أغلقت الصنبور،وجففت يديها-غير ملتفتة إلى إريك-
مستأنفة كلامها:
"..لماذا لايمكننا إبقاء "جاك"معنا.."
خيم صمت متحفز على المكان لحظة..ثم قال دونالد
بهدوء شديد وبصوت خافت لم يصل إلا إلى أذني إريك:
-هذا سؤال صعب جداً يا"إريك".
قالت الأم محاولة تغيير مجرى الحديث:

-"حان الآن كحت حوض العجين يا"إريك" هيا ياكسول..
ولما وقف الصغير ساهما شارداً حملته وقبلته..حكت خدها
بخده..ثم قالت بصوت مرح حنون:
-"ياإيكي"ياصغيري،يامسكين ".
وعندما أنزلته راح ينظف حوض العجين،واثقاً من شئ محددـ
هو ان الكبار مجانين وسخفاء،وأنه يكرههم جميعاً.
مقتطف من قصة جون وين:رسالة من راعي الخنازير