الأربعاء، 7 مارس 2012

أطلق يديا

مروان"
تناديه أكثر من مرّة،تسمعني؟ يهز رأسه.غداً،عندما نتزوج،سنعمل
 معاً في الجامعة.وفي مكتب واحد،سنسافر ونبني بيتاً جميلاً له
 حديقة غناء،ومسبح واسع يحولني إلى أمازونية سمراء،
ألاتحب الأمازونيات؟.
يرد هامساً.كأنه يسبح في خيال بعيد:نعم
"لكن .احذر لن تراني إذا غبت عني،
وتركتني وحدي.سأصير سمكة.ستبحث عني،
تناديني،تبكي.لا..لن تجدني.وقد أتحول إلى بلطية بنية"
قاطعني"وأنا أصير الصياد.أين ستهربين مني؟
لكن اسمعي:سباحة ممنوع.أخاف أن تراك الغيوم.
ترسل حبالها وتسرقك كي ترشو إله المطر.
أنت تعلمين:" المال والنساء أغلى الرشا.وهما قادران
على حل أي مشكلة..ممنوع أن يراك حراس المطر..
ممنوع أن..وأن.."
ظل يعدد الممنوعات حتى تضرج وجهه وجحظت عيناه
 وتهدج صوته.شعرت بالخوف،كأنه ليس مروان الذي أحبّه.
كأنه يحز عنقي بسكين.أكاد أختنق"أبعد السكين عني..أرجوك"
ترتعش،ترسل يديها في الهواء.تغمغم.
-مابك؟!
-"أريد العودة إلى المنزل"
-"بردانة ياروحي"؟!
في الشارع العريض المزروع بشجر الجكرندا،ثمة اثنان يمشيان.
المطر ينقر على الرصيف.الهواء البارد يلم أوراق الشجر..
دعسات رتيبة تمضي بلاأصابع متشابكة..بلاعصافيرتطير عند 
الوداع وترتمي ذابلة.
* * * * *
في البيت..هو يتكلم،وهي تنظر إلى النافذة.تراقب المدى المفتوح،
تود لوتطير.تتخيل أنها تطير لكن رصاصة طائشة تصيبها..
يتناثر دمها وريشها..تنفط دمعتها"آخ"
- "مابك"؟
"هل يتحول المرء إلى طائر؟"
"أي خرافة هذه"؟
"لماذا هي خرافة؟الله قادر على كل شئ...ألاتؤمن بالله.يحول
 الرجل إلى امراءة أوالعكس.
أنت تعرف ذلك..يحول الانسان المثقف العصري المنفتح 
إلى ماضوي مغلق،والباب المفتوح إلى باب مقفل والمدى
 الواسع إلى سقف يتدلى منه جنزير مخيف..و..فلماذا
 لايحولني إلى قُبرة مثلاً؟"
"كأنك تحتجين"
"أعوذ بالله..أنا أحلم فقط"
مقتطف من قصة "نقر على الذاكرة" لأنيسة عبود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق