الجمعة، 5 مارس 2010

مـــوعـــــد مع السَّحاب/قصة قصيــرة

ق
قبل أن تأتي المطر التَّالية...
وتغرق هاته الزَّوارق الورقيَّة الَّتي أرسلها أطفال حيها في جداول المطر،وتطمرها في القاع القذر.وققبل أن تلسع خاصرتها الشِّتاءات الآتية من عمرها البارد بِلارجل..بلاعاطفة دافئة،فهذه أقصى أمانيها..وهذا منتهى ماتطلبه في حياتها المهمشة،أجل منتهى ماتطلبه...هذا ماتأكدت منه من رفقتي لها ليوم ونصف اليوم فقط.قبل ذلك سأدوِّنُ هنا حكايتها وأرفض أن تتأسفوا..._______
فهذه الفتاة الكتعاء؛على الأقل حلمت يوماً بلقاء القائد..وأنتظرته يوماً بطوله تحت شباشيب المطر،حتى تورمت أطراف أصابعها..وتفتقت عن نتواءت حمراء بدمامل..وكانت على وشك مقابلته وجه لوجه(فيس آند فيس)للولا أن "الرومانسي"أحبط لها هذه المقابلة،حيث حبك لها خطة لاتخر الماء،وكان من دواعي هذه الحبكة إظهار المظهر اللأئق لأكاديميته أثناء زيارة القائد،بحيث لايرى ولايشم ولايسمع إلا كل طيب وحسن،وأيضاً كما أسرَّ لرجل الأمن المسؤول في البوابة:"القائد هنا ليقلد الخريجين أوسمتهم..وسيضر بسمعة الأكاديميةأن نعرض عليه طالبي المساعدات الإنسانية،يجب أن نبرز الصُّورة مشرفة"- ردّ الرجل معتداً بحسه الأمني الفائق:"لافأر يمرق بعد غدٍ لداخل البوابة..اطمئن يادكتور"ـ ـ ـ
-تعارفنا وإياها في برهة الانتظار في عصر يوم الثُّلاثاء الممطر من الكانون 2005،بينما كانت هي تجلس على أحد المقاعدالبلاستيكيّة الخضراء المثبتة في الردهة الصغيرة أمام مكتب "عميد الأكاديميّة"،وكنا نحن،أعني:أنا وبنت عمي الربعة"وأن دققت التعبير أكثرالقصيرة الممتلئة الجسم من الاعلى كمصارعي السومو"،نقف مع أنسة قسم الفنون الجميلة النحيلة المتخشبة كالمسطرةوالتي لاتبتسم إلا بجهد ،والتي نصحتنا قائلة:- "حاولا..فالدكتور إبراهيم رجل رومانسي..قد يساعدكما"-ووجهت الكلام لابنة عمي الربعة:"وانتِ ماشاء الله عليك مؤثرة"-فمازحتها وقلبي يندى عن نوايا صافية:"قصدك تستغل مواهبها لتقنعه"
-قطبت جبينها نصف تقطيبة مستنكرة"لم أنوه عن استغلال..قصدت أن تؤثر عليه بجاذبيتها"
-جذبت ابنة عمي،وابتعدنا عنها خطوةوتهكمت:"تقصد أن لاتستعملي الجزء السفلي فقط"-وانفلتت ضحكاتنا المعتوهة،تلفت أنظار المارة من الطلبة والطالبات الذين لايبتسمون مطلقاً،والعائشون في دور أساتذة المستقبل المقطبين الجادين جداً..قالت ابنة عمي:"أظن أن عدسات المراقبة المزروعة رصدتني وإياك،وبعد قليل سينتشر نداء يقول:"ألقوا بهنقر ومنقر إلى خارج الأكاديمية فوراً"-وضحكنا فكنا فعلاً نبدو كثنائي الرسُّوم المتحركةالشهيرالقصيروالسمين،والنحيل والطويل...بالاضافة إلى أن سبب تواجدنا في هذه الأكاديمية العلميّة غير موضوعي أساساً،فأصلاً اضطرنالذلك ضغط مثانتينا علينا في الطرَّيق السَّاحلي بطريق العودةمن مدينةطرابلس إلى مدينتنا الَّتي تبعد مسافة ساعتين عن العاصمة، ذلك الطَّريق المفتقر للحمامات العمومية،ونحن منذ الصَّباح على قدم وساق نتجول في أبراج "ذات العماد"للتسوق، ذلك كان يشبع شئ ما داخلنا،ساحر،مبهج،ويفغر الفاه، بمعنى أدق :بمثابة سياحة الريفيين إلى العاصمة الكبيرة.- نزلنا عند الأكاديمية،وأبرزنا هوياتنا الشَّخصيّة بحجة الاستقصاء عن مسوغات التسجيل...وفي حمامات الدُّور الثّاني من مبنى الإدارة قضينا حاجتنا،مع بعض القهقهات والوجل المكبوت،وإمعاناً في الغي،حرسنا"ابن عمي" ليفرغ حوصلته هو الآخر في (wc.wmen) لعلة أن الحمام المصور عليه "رأس ذكر" كان موصداً بالمفتاح.- لم نبرز السبب الحقيقي لأنسة الفنون الجميلة والنحت وتعللنا بالرغبة في مقابلة رئيس الأكاديمية لمساعدتنا في حل إشكالية دراسية قديمة بأحدى الجامعات،والسماح لنا باستكمال دراستنا في أكاديميته.- و عندما فككنا منها فؤجئنا بفتاة تبدو أنها تعاني إعاقة ماتؤشر لنا قائلة:"ياأخواتي من يسكن جهة مدينة رقدالين،فليوصلني معه،فقد فاتني باص النقل الريفي،والوقت شارف على المغيب"- توجهنا إليها بقلوب غلب عليها التؤاطؤ والشفقة وقلنا:"نحن نقطن قبلها بثلث ساعة،ولكن لامانع سنكمل بك المشوار"- قالت:"ولكن انتظراني ربع
ساعة لأقابل الدكتور"إبراهيم"لأخذ منه الموافقة لولوج الحفل المقام يوم الخميس الَّذي سيحضره القائد"التفت وابنة عمي لبعضنا وهتفنا:"القائـــد..!"- "أجل"....- وللقصة بقية http://www.nagam.org/showthread.php?t=4181

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق