ولدت ابنتي "نــــور" ميِّتة عنـــد ولادتها، ...يوم الاثنين-23/11/ 2009
السَّاعة العاشرة صباحاً،قبل عيد الأضحى بثلاث أيام فقط،كنت في مطلع الشَّهر
التَّاسع عندما فكرت بزيارة الطبيبة المشرفة على متابعتي فترة حملي،
لمعرفة موعد ولادتي ،فقد كنت انتظر أن أحملها بين ذراعي،بعد معاناة
صعبةمن الحمل، وطوال الطريق كنت أتحدث بسعادة مع خالد عن الترتيبات
الَّتي سنجهزها لها، بعض الملابس،وبطانية للأطفال،وحليب كيكوز1 للأطفال،
وأن يعلق لي في غرفة النوم في كل الحيطان مرايا كبيرة،ضحك وقال:
عرفت لماذا لكي تتفرجي على نفسك وأنت تحضنيها...وهذا كان مرادي
بالفعل ،فهي مولودتي البكر،وانا مشتاقة للأمومة،فلم أتزوج باكراً
تزوجت في الخامسة والثلاثين تقريباً،وصلنا العيادة،دخلت على الطبيبة
وأنا فرحة،وصبري يكاد ينفذ في انتظارأن تعرفني موعد ولادتي...
ولكن كانت الصدمة عندما فحصتني الطبيبة بالسونار،وقالت:أن
الجنين لايتحرك،ونبضه متوقف....؟!
(لذنا )أناوخالد بأكثر من عيادة طمعاً في أن يكذب أحداهاالفحص،ولكن...
الكل أكده...وخلال التنقل بين عيادة وأخرى كنت أجهش بكاء،
أما خالد فقد "وجم" تماماً،ودمعت عيناه،واحمر وجهه।
...وعدنا للمنزل بعد أن حددت لنا الطبيبة موعد الولادة
المبكرة،احترازاً من حدوث تسمم لي،...وفي البيت بكيت كثيراً
وقلت لخالد:أني لم أفقد الأمل بعد...إلا عندما أرآها بأم عيني
(كنت مازال أطمع بحدوث معجزة ألهية ،غير منطقية ولاعلميّة تنسف
الحقيقة المفزعة من رأسي ويحل محلها واقعاً أخر)
- ولأن السبب الظَّاهر الأولي لوفاة الوليدة - حسب ظني- لهذه السّاعة
هو "قلة التّغذية" و"القئ المستمر" الَّذي لازمني من الشهر الثالث
حتى التّاسع،فقدت ذهبت للثلاجة،وأكلت كثيراً غصباً عني،وكلي أمل
أن لاتفعلها وتموت،وخاطبتها مراراً وأنا أحضها على أن لاتموت.
_____________
وبعد المغرب،أتت أخواتي ،وأصطحبنني كي أنجب بالقرب من أهلي،
،وحدثت الولادة في مستشفى الجميل،في بلدة مسقط رأسي،
وهناك أيضاًدفنت نور،تركتها ورجعت لبيتي في طرابلس،...
ــــــــــــــــــ
جربت معاني الأمومة الثكلى لأوّل مرة،صرت أثغو كالمعزة .... لأيـــام
وهناك شئ ما داخلي قد تغير،إحساس جديد أخبره لأوَّل مرَّة...سأحكي لكم
كيف تحس الأمهات من لحظة أن يرزقن بمولود-سواء كان حيّاً أم ميِّتاً- أن أرواحهن
تفارقهن لتتبع أولادهن،ومذ تلك اللَّحظة لم تعد أرواحهن ملكهن...
_____________
- كتبت في نغم(المنتدى الَّذي أكون عضوة فيه)http://www.nagam.org/showthread.php?t=4203
في قسم "هــديــل الروح" خاطرة سريعة وقت كنت مشدودة للسرير بعد
الولادة،تحت عنوان:" أنت نــور العمر " قلت فيها:
قبل أن تولدي اخترت لك اسم نور العمر
انتظرتك لتشاركيني الشروق عبر نافذة غرفة نومنا
ولكنك تركتني قبل أن أحضنك أول حضن
****
كنت على طاولة التوليد
والقابلة اخرجت رأسك
والطبيب جذب جسمك
ولكنك لم تصرخي
انتظرت أن تصرخي ولكنك لم تفعلي
وقبل أن يأخذوك بعيدا عني ويلفوك في قماشة بيضاء
****
طلبت أن ألقي عليك نظرة كانت عيناك مطفأة
حتى أني لم أميز مالونهما هل خضراء مثل أبيك أم سوداء كعيناي
أخذوك بسرعة إلى ثلاجة الموتى
وأنا إلى عنبر المراقبة البارد
وهناك نمت وحيدة لايصرخ تحت قدماي طفل كباقي الوالدات .....
أحبك وأسفة لأني لم أقلها لك كما يجب وأنت في بطني
____________
- وقد تفاعل معي أعضاء المنتدى -واعترف - أني كنت بحاجة للعزاء،وان
أصرخ وأعلم كل الدنيا بمصابي،وداخلي رجاء خائب لعل تعاطف البشر
يسمعني صرخات نور حيَّة ترزق،
___________
- وهذه بعض من مشاركاتهم.................
Khaled
العصفور الازرق
تاريخ الانضمام: Aug 2006
محل السكن: حلب
سومار !!!!!!!!؟؟؟؟؟ ال... لا أعرف ماذا أسمي ما خططته أعلاه ... هل هو بوح ... هل هي شكوى ... او رثاء .... أم مجرد صرخة أم ... ثكلى ؟سمه ما شئت .... لكنه ملح ومباشر وحزين .... حزين جدا ... لا شيء يقف أمام الموت ... حتى قلب الأم ... قلبي مع الأم الثكلى ... ويا خوفي ان تكوني انت .... اتمنى أن لا ... تحياتي يا أخية...
_________________
عادل محمود
تاريخ الانضمام: Oct 2006
محل السكن: القاهره - مدينة نصر
اقتباس:
سمه ما شئت .... لكنه ملح ومباشر وحزين .... حزين جدا ... لا شيء يقف أمام الموت ... حتى قلب الأم ... قلبي مع الأم الثكلى ... ويا خوفي ان تكوني انت .... اتمنى أن لا ...
معك حق ياخالد.. انتابني نفس الشعور حتى أنني لم أقو علي التعليق أو إعادة القراءة ثانية. وفضلت الكتابة بشكل مباشر لسومار .. وللأسف الشديد فهي المعنية بمضمون الموضوع. أقف ثانية "مرعوباً " أمام المفردات والتفاصيل الدقيقة التي عبرت بها سومار عن محنتها - وكعادتها - بكلمات قليلة وصور أقل لكنها نافذة وموجعة ومعبرة. وكلها تبوح بالألم والحزن والحب أيضاً. " قبل أن تولدي اخترت لك اسم نور العمر . انتظرتك لتشاركيني الشروق عبر نافذة غرفة نومنا. ولكنك تركتني قبل أن أحضنك أول حضن. كنت على طاولة التوليد والقابلة أخرجت رأسك والطبيب جذب جسمك ولكنك لم تصرخي انتظرت أن تصرخي ولكنك لم تفعلي وقبل أن يأخذوك بعيدا عني ويلفوك في قماشة بيضاء . طلبت أن ألقي عليك نظرة كانت عيناك مطفأة حتى أني لم أميز مالونهما هل خضراء مثل أبيك أم سوداء كعيناي أخذوك بسرعة إلى ثلاجة الموتى وأنا إلى عنبر المراقبة البارد وهناك نمت وحيدة لايصرخ تحت قدماي طفل كباقي الوالدات . أحبك . وآسفة لأني لم أقلها لك كما يجب وأنت في بطني.تتملكني الحيرة والخوف والرعب من تلك المفردات التي فشلت في اختيار القليل منها. وفضلت أن يكون الموضوع بأكمله هو تلك المفردات التي أجادت غزلها تلك الأم الحزينة.يبدو أنه ليس لنا سوي التسليم بمقولتك: لا شيء يقف أمام الموت ... حتى قلب الأم ... ومع ذلك فلا نملك غير قلوبنا لتكون معك ياسومار ..
حكايات مسافر ... عادل محمود
________________________
جعفر حيدر
تاريخ الانضمام: Sep 2006
محل السكن: أوروبا
يدخل الحزن إلى القلبوحيدا ... وأليفاوأنا أكسر شوق العين بالدمعوأنهال على نفسي وأحتال على روحي لكي ابقى مع الحزن صديقا ... وهو في قلبي لطيفايدخل الحزن إلى القلب كما يدخل الوهم فصيحا ... وظريفاوأنا ما بين حزني وانكساري مجبر أن يستمر العمر في دربي كسيرا ... وحزينا ... وفظيعا ... ومخيفاأيها الحزن الذي يجعلني أفتح عمري وأصير الآن إنسانا بحزني يا صلاة العمر قولي ...كيف لا يغسل حزني دمعك المنهال في صمتي جنونا ... وحروفا
جعفر حيدر
________________________
YARA
و ضاع يا ريتّا الدّليل..!
تاريخ الانضمام: Jul 2009
محل السكن: حيث يحترق الحنين في سراديب العيون المطفأة
عزيزتي سوماروجعك يمس كياني يحرقني حتى الصمت لك مني رشة بكاءعلها ترمم القليل في روح معذبة...لا أدري ماذا أقول أكثر!
أنا و الموتُ وجهان..سنصنع البركانَ وجهاٌ آخرَ لـ الياسمين..فلماذا تهربين ؟!.نلتقي بعدَ قليلٍ..بعد عامين و جيــل.
_________________________
إحساس مجروح
حروف العاشقين حروفي
تاريخ الانضمام: Jul 2007
محل السكن: سوريا - دمشق
سومار ..هي نور العمر ..كحلم كانت ..وكحلم رحلت ..قدر الأحلام أن تبقى حلم ..لكنها باقية ..باقية بحبك ..ودفئك ..وألمك تنحني أمامه الجبال .....سالت دمعة ..وخانتني كلماتي ..آسف ياصديقتي ..وأنحني أمام مصابك ..ألف تحية .. حسام ..
إحساس مجروح
_______________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
إقتباس
[سومار !!!!!!!!؟؟؟؟؟ ... لا أعرف ماذا أسمي ما خططته أعلاه ... هل هو بوح ... هل هي شكوى ... او رثاء .... أم مجرد صرخة أم ... ثكلى ؟سمه ما شئت .... لكنه ملح ومباشر وحزين .... حزين جدا ... لا شيء يقف أمام الموت ... حتى قلب الأم ... قلبي مع الأم الثكلى ... ويا خوفي ان تكوني انت .... اتمنى أن لا ... تحياتي يا أخية ]_______________
أخي خالد:للأسف نعم...وهذا بوحي ॥وشكواى ॥ورثائي..وصرختي كأمّ ثكلى...لاأخفيك بأني محتاجة للعزاء الطويل..لأني محتاجة لأن أذرف كثيراًبعد منتصف اللَّيل،وعندمايشتد البرد في ساعات اللِّيل الموغلةأؤنب نفسي لأن تركتها تحت التراب البارد وأنا مغلفة هنابالغرفة،ربما...ربما..صوت صفير الريح يخيفها..وأتمنى أن أطمئن عليها في الصباح التالي..ولو..ولو أمر بشارع المقبرة على الأقل...ولكني لاأفعل... أريد ان أظهر "قوية" أمام الآخرين..متماسكة،باسمة،كي لا أفسد عليهم بهجة العيد السعيد،هنا في نغم"يمكنني أن أذرف" بعيداًعن مرأئ العين،حيث مجازاً أحس باني لاأجهر بأحزاني।- وإلى باقي الأصدقاء:أسمحوا لي أن أرّد عليكم فرداً فرداًوهذا على غير عادتي الملولة..كي أبكي طويلاً في كل مرّة...لاأدري أنا خجلة ومرتبكة..أيضاً هل يصح أن أقول:شكراً للتعزية..؟!
___________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
أستاذي عادل:لانستغنى عن رهف القلوب الرحبة، وكذا هو فؤادك الوالدي الحنون....ولكني مازلت أتسأل:لماذا هو ملك الموت أقوى من قلبي..من حبي..أم أنّه استغل غفلتي عنها،فقطف روحها وهي في بطني..متى فعل ذلك؟...لماذا أهملتها أنا؟..لاأدري..لاأدري؟!!
_______________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
"مرسلة أصلاً بواسطة جعفر حيدر"يدخل الحزن إلى القلبوحيدا ... وأليفاوأنا أكسر شوق العين بالدمعوأنهال على نفسي وأحتال على روحي لكي ابقى مع الحزن صديقا ... وهو في قلبي لطيفايدخل الحزن إلى القلب كما يدخل الوهم فصيحا ... وظريفاوأنا ما بين حزني وانكساري مجبر أن يستمر العمر في دربي كسيرا ... وحزينا ... وفظيعا ... ومخيفاأيها الحزن الذي يجعلني أفتح عمري وأصير الآن إنسانا بحزني يا صلاة العمر قولي ...كيف لا يغسل حزني دمعك المنهال في صمتي جنونا ... وحروفا ______
إلى "جعفر حيدر":قد لاأجاريك في هذه الشّاعرية المفرطة،ولكن...عندما يدخل الحزن إلى القلب وحيداً॥وأليفاً॥ياعزيزيتلمس كلماتك شغاف قلبي،وتحرضالمزيد من الوجع॥وتنادي الحزن إنْ تعال أيّها الحزن النبيل:أيها الحزن الذي يجعلني أفتح عمري وأصير الآن إنسانا بحزني । । । । . . تحتاج روحي أمطار كلماتك!
_____________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
[مرسل أصلاً بواسطة يارا الجميلة]عزيزتي سوماروجعك يمس كياني يحرقني حتى الصمت لك مني رشة بكاءعلها ترمم القليل في روح معذبةلا أدري ماذا أقول أكثر!_____
ملكة الاحساس "يارا الجميلة":
كلماتك هدهدت روحي قليلاً ورشتك أثلجت خاطري المكسور هل لي أن استجدي منك شيئاً: أطمع منك بأكثر من رشة بكاء هل لي بهطولاً عله يسليني فكلماتك تحرقني ،وتعزيني شكراً لك...
_____________
كنعان الياس كنعان
مجرد إنسان
تاريخ الانضمام: Dec 2009
محل السكن: قطر
عندما كنت أقرأ تمنيت لو كانت مجرد خاطرة ولكن انتابني شعور بأنها واقع وللأسف بعدما قرأت الردود تبين أنها واقع مريرلايسعني اختاه إلا أن أقول لك عن لسان الراحل الكبير نزارقباني ما يلي :
لو كان للموت طفلاًلأدرك ما هو موت البنين؟!!!
ولو كان للموت عقل سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين؟!!
ولو كان للموت قلب؟!!تردد في ذبح أولادنا الطيبين !!!
عزائي الحار لك ورحمة الله لطفلتك التي لم ترى النور .।
________________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
حلماً خلته تحقَّق للحظة...
•احساس مجروح
• ياصديقي •
كانت حلماً طيلة تسع أشهر •ولكنني طالعته بأم عيني • حقيقة ملموسة ॥توارت بسرعة • مازال في بالي هذا الحلم •يتراءى لي مع إشراقة الشّمس • وغروبها •وعندما أقطع الوقت الممل في زحمة السير •أخال نفسي سأنجبها بعد أسبوع • وأن ماحدث لم يحدث • أكابر،وأشغل نفسي كي لاأبكي • حتى أنّني لم أعد للموضوع مذ أيام • والحقيقة أني مازلت بحاجة للبكاء الغزير • كلماتك جعلتني أنفجر و..أجهش....
_______________________
سومار
تاريخ الانضمام: Sep 2009
محل السكن: ليبيا
لو كان للموت طفل لأدرك ما هو موت البنين
ولو كان للموت عقل سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين
ولو كان للموت قلب تردد في ذبح أولادنا الطيبين। ــــــــــــــ
كنعان:إحساسك مؤثر- أهديت لي أروع تعبير عن ماأحس به،رغمأني لم أقرأ هذا لنزار قبلاً॥-أتسأل:هل كان"نزار" أمَّــاً؟لاأشك في ذلك الآن؟ وإلاَّ كيف خبر مشاعر الأمهات بهذه الحساسية المفرطةوكيف عبر عنها كما يجول بخواطرهن تماماً...لوقدر لأحد أن يقرأ مشاعر أي أمّ فقدت طفلها مذ فجر التّاريخ إلى الآن لقرأ كلمات نزار ساطعة في ضميرها।شكراً لمرورك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق