الخميس، 20 مايو 2010

حكي عن التّدوين

هذا الشّهر (الشهر الخامس) من السنة أوّل شهر لي في سنة ثانية تدوين
أنطلقت السنة الماضية في (أبريل)،مع أني لم أدُّون طيلة العام الماضي
سوى ثلاث شهور فقط على أكثر تقدير بسبب حملي الأوّل،ومتاعب الوحام
الّتي عانيتها،ثم خسارة مولودتي في الشهر التّاسع،إلاّ أني بعد ذلك عدت
 وفتحت مدونتين اثنتين أحدهما صور أطفال من بلادي ،والثانيّة مدوّنة
الآفاق الجديدة التّعليّمية ، بصراحة أنا مرتبطة عاطفيّاً بالأولى،أحسها
استثنائية،رغم أنها مضطهدة لم تلفت نظرأحد تقريباً..ربما مؤخراً اهتم
بها البعض على سبيل المجاملة على ماأظن،ووردني عليها تعليق واحد
يتيم من مدوّن إيطالي لديه مدونة صور عامة،يدعوني للاستمرار بها.
ولاأخفي أني مرتبطة إنسانياً ووجدانياً بمدونة مدرسة الآفاق الجديدة
فهي تحكي عصارة عشر سنوات صاخبة في تعليم أطفال الصف الأوّل
الابتدائي،وأظنني كنت فيها معلِّمة استثنائية ،صحيح كسبت الكثير من
المال،ولكني علمت بكل كياني وأعصابي وكانت طرائقي متفردة،ويشهد
على ذلك من عرفني ولديه عمقاً في الفهم،رغم أن بعض أصحاب النظرة
المحدودة نظروا لي بريبة وسوء فهم ..أظنهم حشروا موضوع"المال"
بالمنتصف..ولم ينتبهوا لباقي فضائلي...لدي الكثير من الطرائف
 والمواقف الإنسانيّةالعميقة مع الأطفال الذين درستهم،لم أدوّنها بعد،
بعضها مدعوم بالصورأرجو أن أجد وقتاً و أنزلها بالمدونة.
أمّا مدونتي الأولى (لاتخبروا أمي) فهي ذات طابع شخصي حيناً،واجتماعي
حيناً آخر... وثقافي في بعض الأحايين(طبعاً أتفادي الكتابة في السياسة
لجبني تارةً،ولعدم ولعي بها تارةً أخرى) ومدوناتي الثلاث تختلف في
 طابعها عن غيرها فهي بالتالي "لاتنافس أحد" ولاأقصد بذلك انها أفضل..
فالأفضل عندنا يحدده ذوقنا وثقافتنا المجتمعية الّتي في أغلبها لا ترى
 أبعد من أنفها. ونحن كلنابالطبيعة جزء من نسيج هذه الثقافة..ومتأثرين
بها أما تغييباً،أومسايرة خوفاًمن النبذ والإقصاء.
كما أن لمحركات البحث حساباتها..فمستعملو الشبكة يدخلون للبحث
عن معلومة معينة،ولايبحثون عن كاتب بعينه.. ولايعنيهم اسمه ولا
عنوانه..يهمهم فقط "بصمته" واستيفائه للمعلومة المطلوبة.
ولاأخفي سراً أنني أعاني بعض الازدواجية والصّراع بين "ألهو"و
"الآنا"و"الآنا الأعلى"بين ماأدوّنه في "الآفاق التعليميّة" وبين
"لاتخبروا أمّي"
إذا الأخيرة تصفع القيم أحياناً وأن كان على استحياء..وأتمنى فيها لو
أكون على سجيتي..ولكني كثيراًماأفشل،وأضع بعض الرقابة على
نفسي، صداً مسبقاً لأي هجوم ..وقد نلت منه كفايتي،سواء في حياتي
 العمليةالسّابقة،ولحقتني تلك اللَّعنة هنا بالانترنيت ،حيث أتهمت
بأني غير ملتزمة بالدين تارةً، وأني لاأمثل المعلمين الفاضلين تارةً
أخرى.. ولاأدري ماهي دلائل هؤلاء المفتشين في نوايا البشر على ذلك
.بل ماهو مقياس"الفضيلة"عندهم.
الاهم ماأعجبني في الموضوع أن"التدوين:كسر احتكار النخبة،
وصار كل الناس يكتبون،ويعبرون،مهما أختلفت مستواياتهم
وتخصصاتهم،فالصحفي والمهندس،والطبيب،والمعلم،والفلاح ،
ومربي الدجاج،ومربي القطط يمكنه أن يسكب خواطره،وتجاربه،
وآراءه في الحياة في محركات البحث العظيمة.

هناك تعليقان (2):

  1. كل سنة وانتِ بكل خير
    عبارة نرددها فى كل مناسبتنا السعيدة التى نتمنى ان تتكرر ... :)وان كنت اود ان اخلق عبارة اخرى لكسر الروتين التعبيرى
    حسنا ساحاول مع كل اطلالة تدوينية جديدة احساس اروع واجمل

    بالنسبة لارتباطك العاطفى لصور الملائكة جميل فهم بالفعل فى اوج احساسات المادية الطاغية على زمننا هذا يرجعوننا للخلف لزمن الجمال الصافى بلا رتوش ولا زخارف تستزف منا عقولنا قبل جيوبنا

    اما عن الافاق التعليمية فهى من صميم احساس المربى المولع بواجبه المقدس وقد راقت لى

    رغم لا اخفى عليك شخصيا قد احببت لا تخبروا امى اكثر
    لربما لانى احب التواصل من هذا النوع من نقل التجارب والحديث الشيق
    اتفق معك فى ما اعجبك فى التدوين اراه ثورة فى عالم النشر الشخصى يحاكى الجميع دون استثناء

    دمتِ بصحة وعافية

    ردحذف
  2. شكراً لمرورك العليل يانسيم،احترم رأيك،وكما سبق أن قلت،وأيدتني به ،أن لكل إنسان ميول وأختصاصات، قد يشترك فيها معه مجموعة من البشر
    وقد لايشاركه فيها أخرين.وليس معنى هذا أن يلغي
    كلاً من الآخر..بل يمكن أن نحدث تكاملاً .
    صدقيني قبل عشر سنوات كانت أبغض مهنة لدي التعليم،وولجته غصباً عني .ولكن بعد ذلك تفاعلت
    مع الارواح الإنسانية الصافية.ووجدت فيه ركناً
    مشوقاً. سلامي لك

    ردحذف