الأحد، 5 أبريل 2009

الحنيــن الضَّامئ

*لابد إنّ في داخل كلٍّ مِنَّا..في عمقه..
حنين ضامئ إلى طراوة طفولته.. ونداوتها..
ونصاعتها الفجة ،وإلى الأحبة الذين عاش معهم
وتقاسم معهم اللحظات كما تقاسم معهم خبز الأيام
أجل! عشنا الطفولة معا لحظة بلحظة..وتفصيلة بتفصيلة..
فرحنا وضحكنا معاً،بكينامعاً، لعبنا أوقات.زوتشاجرنا واشتبكنا ببعضنا أوقات أخرى.لهونا تحت الشُّجيرات معا..وجلسنا على ركبتينا أمام الأم الحنون وهي تناولنا حليبنا الصّباحي الدّافئ،ذهبنا للمدرسةسوياًوتراكضنا رجوعاً منها في شقاوة الافتكاك من قيد ألجمنا لساعات.
وراهقنا..وأخفينا أسرار صغيرة عن الآخرين.
وكبرنا.وتذوقنا زهرة الشّباب اليانعة..وعشناه بطيشه وعنفوانه.
وتسيربنا منعطفات الحياة..(ونكهل)ويغرق كل منّا في مسؤؤليات أسرة وأولاد.
(ونشيخ) وتضعف حليمات التذوق عندنا للأشياء والحياة..ولكن
على النقيض يجتاحنا حنين جارف لتأريخ الأيام الماضية.
كل لحظة..وكل لقطة هي أبعد عن لحظتنا تكون الأوهج ،والأجمل،والأروع.
-وفي هذا المعنى شدني أحد الشّعراءبتعابيره إذ قال:
-في اللّيل إذا اشتى
-ستعود لمنزلنا أختي
-فتلملّم ليل جدائلها
-وترصعه بمشابك فضتها
-ثم تسير إلى منحدر الوادي
-***********
-في اللّيل إذا اشتى
ستعودلمنزلنا أختي
فترى جارتنا الصّغرى نهدت
والأطفال اكتهلوا
-والأهل انفضُّوا عن باحتنا الأولى
ــ***********
في الليل إذا اشتى
ستعود إلى منزلنا أختي
وتوسدني ماء ظفائرها
فإذا ماصاح الدّيك
ستستنبت أجنحة
وتعود مبللة العينين إلى مملكة الموتى
في الليل إذا أشتى.
_____
النّص للشاعر:محمد الغزي /تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق