الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

وهم الصّدق



 يخضع عالمنا المحير لعدد من المؤثرات التي تجعلنا نقبل الزيف على أنه حقيقة.
أنه "وهم الصدق" الذي يتحدث عنه عالم الاجتماع الفرنسي"جان بودريار" حيث
الحقيقة تتوارى وتتلاشى..وتتمثل معظم هذه المؤثرات في وسائل الإعلام وأساليب
الاتصال الحديثة التي تملأعلى الانسان حياته وتزوده بقدر كبير من المعلومات والبيانات
...
في حقيقتها لاتوفر"معرفة حقيقية"ولكنه يتوهم انها المعرفة..ويتقبلها على هذا الاساس
الأمر أشبه بشخص يحبس نفسه بين جدران حجرته وقد أغلق الأبواب والنوافذ وجلس بغير حراك أمام جهاز التلفزيون.وقد ركز بصره وكل انتباهه طيلة الوقت على مايظهر على الشاشة
بحيث تحل هذه الصورة محل"حقيقة العالم" التي يمكن ان يدركها من خلال الاتصال والتجول
والاحتكاك.وبذلك يتوهم بأن مايبثه التلفزيون هو حقيقة الاحداث.بل وقد يعتبر هذه الصور الزائفة أكثر واقعية وصدقا في نظره من الحقيقة الغائبة..بل ويصبح الزيف "حقيقة متضخمة"
حسب تعبيره..ومن يتمعن ويفتكر اعزائي سيرى الكثير من هذه التقنيات العلمية والفكرية المتقدمة التي لم نفقهها نحن بعد تمارس علينا بحذاقة عالية الجودة..هل توافقونني أم ترون غير ذلك.